مباراة فنية في حب مصر بين المصممين


مباراة فنية في تجسيد «موضة» الثورة المصرية التي انطلقت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي يخوضها عدد من مصممي الإكسسوارات والأزياء في مصر، فباللؤلؤ والمرجان والأونكس والكريستال رسمت مصممة الحلي المصرية نسرين حجاج فرحتها بثورة 25 يناير، وبالفضة والنحاس حفرت سطور حبها لمصر رافعة شعار «مصرية وأفتخر». ومن خلال «الغروب» الخاص بها على الموقع الاجتماعي «الفيس بوك» قدمت لزبائنها مجموعتها الجديدة «حلي في حب مصر» لتتزين المصريات بروح الثورة.
عن مجموعة «حلي في حب مصر» تقول نسرين لـ«الشرق الأوسط»: «كل المصريين سعداء بثورة 25 يناير، حيث أصبحنا نتنفس الحرية ونشعر بالانتماء لبلدنا، ولا شيء يعلو بداخلنا على حب مصر، لذا يتفنن كل مصري بالتعبير عن حبه ووطنيته مستغلا قدراته ومواهبه. من جهتي، أردت أن استغل موهبتي في تصميم الحلي للتعبير عن هذا الحب والفخر والفرحة، ومن هنا ولدت مجموعة (في حب مصر)».

استخدمت نسرين شعارات الثورة في تصميماتها وحرصت على أن يتوج علم مصر كل قطعة حلي بطريقة جذابة، تعبر عن الثورة بشكل أنيق وجميل، لأنها ترغب في أن تظل قطع حلي «في حب مصر» موضة وتحفة فنية تقبل على ارتدائها النساء حتى بعدما يهدأ حماس الثورة.

تضيف: «حرصت على استخدام الشعارات التي لا يختلف عليها اثنان، فكلها تعبر عن الوطنية وحب مصر، فصممت دلاية من الفضة عبارة عن رقم 25 وتحته علم مصر وعبارة (مصرية وأفتخر)، ودلاية أخرى مكتوب عليها (أنا مصرية)، وخاتما أرضيته علم مصر ومكتوب عليه (مصرية). قبل ثورة 25 يناير، كان بعضنا يخجل بعض الشيء من حمل ميدالية مكتوب عليها مصر، ولكننا الآن نريد أن نقول للجميع إننا مصريون».

تشعر نسرين كباقي المصريين بالحرية بعد اندلاع الثورة، لذا صنعت خاتما مكتوبا عليه حرية، وقلادة تتدلى منها كلمات (عدالة حرية كرامة) وهي المطالب التي خرجت الثورة في بدايتها لتنادي بها».

وعن الخامات المستخدمة تقول نسرين: «استخدمت أحجار الأونكس كرزم للون الأسود في علم مصر، والصدف أو اللؤلؤ للون الأبيض، وأحجار المرجان للون الأحمر. أما الشعارات فهي مصنوعة من الفضة بلونها العادي أو مطلية بالذهب، لكن بسبب ارتفاع أسعار الفضة، ولأني أحب أن أراعي جميع الإمكانات، قمت بتنفيذ نفس التصميمات بالنحاس المطلي بنيكل الفضة لتكون التكلفة أقل، ولكن هنا أنصح زبائني بألا يعرضوا النحاس للماء أو العطور».

وغني عن القول إن مجموعة «حلي في حب مصر»، نالت إعجاب الكثيرين فتقول نهى فكري، وهي موظفة علاقات عامة: «أحببت المجموعة لأنها مختلفة ومواكبة للفترة التي نمر بها، ولأنني أشعر بالانتماء وحب مصر قمت بشراء خاتم مكتوب عليه بحبك يا مصر وبه فصوص بألوان العلم، وقلادة من الجلد عبارة عن علم مصر وبه دلاية مكتوب عليها (إن مع العسر يسرا). فثورة 25 يناير جعلت كل المصريين يرتبطون ببلدهم بشكل أكبر وأيقظت بداخلهم حب مصر، لذا نجد كل الناس في الشارع رافعين علم مصر فأردت أنا أيضا أن أحمله ولكن بطريقة مختلفة، ويكون معي كل يوم».

أما حنان ياقوت، وهي محامية، فجذبتها أيضا الفكرة لأنها تعبر عن المرحلة الجديدة التي تشهدها مصر وسعادة المصريين بها. تقول: «عندما رأيت مجموعة حلي في حب مصر لنسرين حجاج شعرت بأنها تعبر عن سعادتي وفخري بالثورة، لذا اشتريت خاتما أرضيته علم مصر ومكتوب عليه (حرية)، لأنني أشعر حقا بالحرية والانتماء بعد الثورة». ومن نبض الشارع المصري أيضا، استوحت مصممة الأزياء المصرية ملك غزاوي خطوط وملامح مجموعتها المميزة «في حب المحروسة» بهدف إبراز حبها لمصر فانتقت أجمل عبارات العشق الوطني لتطرز بها أجزاء من تصميماتها مثل «بحبك يا مصر»، «فاتك نص عمرك يالي ماشوفت مصر»، «أم الدنيا بلدي»، وغيرها من العبارات الأخرى.

تقول غزاوي: «الشارع المصري كله يتغنى بحب مصر بعد ثورة 25 يناير، لهذا قمت بتصميم مجموعة شبابية متنوعة مابين تي شيرتات، وبنطلونات، وصديريات وغيرها، جميعها مطرزة بالخرز وخيوط الذهب والفضة، وبعض قصاصات الدانتيل، ومزدانة بأجمل العبارات الوطنية. ولم تخرج ألوان المجموعة عن (الأبيض، الأسود، الأحمر) ألوان علم مصر». وتلفت إلى أن «جميع القطع بيعت وكان الطلب عليها كثيرا، وزادني فخرا أني رأيت العديد من العرب والأجانب يقبلون عليها».
ومع تطور أحداث الثورة، وتفجيرها لطاقة التغيير في المجتمع، ومحاولات تشويه صورتها من قبل فلول النظام القديم قررت أن تكون المجموعة الثانية الخاصة بحب حب المحروسة «أكثر عمقا ووطنية، فقد أكدت كل المواقف والمحن التي مررنا بها أننا كشعب قد نختلف في الآراء السياسية ولكننا نتحد ونتوحد في حب مصر بغض النظر عن الدين والميول».

قبل أن تتجه ملك للتصميم، درست التسويق بالجامعة الأميركية بالقاهرة وبعدها سافرت إلى باريس حتى تصقل موهبتها بدارسة الموضة، ومن هناك حصلت على دبلوم في تصميم الأزياء.

تقول ملك: «منذ صغري وأنا اعشق عالم التصميم فالمكان الوحيد الذي كنت أقضي فيه أجمل أوقاتي هو معمل جدتي، نعمة زياد، التي كانت مصممة أزياء معروفة. كنت أجلس بجانبها وهي تعمل، وأراقبها كيف تتعامل مع زبائنها بكل رقي وأناقة، وأنا ابنة الرابعة عشرة، قررت أن أصمم أول فستان لي وما زلت أتذكرة لليوم. كان لونه أحمر وتصميمه ناعما جدا. وقد أعجبت جدتي به جدا وقامت بعرضه في المعمل، ونال إعجاب زبوناته، إلى حد أنهن طلبن مثله».

تتابع غزاوي: «بعد عودتي من باريس أطلقت أول مجموعة كانت عبارة عن فساتين سهرة تلعب على أنوثة المرأة المصرية والعربية بنعومة ودلال وبعدها قدمت مجموعة أخرى أطلقت عليها (حكاية قديمة من التاريخ)».
وتؤكد غزاوي أن الموضة ينبغي أن تساير إيقاع الحياة ونبض الواقع المحلي، لذلك، فهي على الرغم من محاكاتها للموضة العالمية فإنها تضعها في قالب عربي سواء من حيث الأفكار أو الخامات.

المزيد من المقالات:       
 

أرسلي مباراة فنية في حب مصر بين المصممين

هل تريدي مشاركة العائلة والأصدقاء بهذه الوصفة؟ أنقري الزر ادناه لترسليها بالبريد الالكتروني أو لتخزنيها على شبكتك الاجتماعية المفضلة.

...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر مشاهدة

التسميات

أرشيف المدونة الإلكترونية

الحقوق محفوظة © 2010 الجمال للمرأة العربية