خفييييييييييييييييييييفة


طول عمرى نفسى احس انى خفيفة,ريشة طايرة فى الهوا.وكتير بحلم وانا نايمة انى فعلا طايرة فى الهوا, زى ما بحلم كتير برده ان فى ناس بتقولى انت جسمك جميل, او الهدوم جميلة عليك,او حتى ده انت لو خسيتى بس شوية صغيرين هتبقى مانيكان, مش بيقولوا الجعان بيحلم بسوق العيش.

وانا فى التعليم كنت بركب المواصلات انا وزميلاتى, وطبعا كنا كتير ما نلاقيش مكان كفاية لينا كلنا فممكن واحدة تاخد زميلتها على رجلها وطبعا كنت انا الى اخد زميلتى على رجلى, اصل يبقى حرام عليا لو حاجة غير كده حصلت.

بس فى مرتين الموازين اتقلبت.

مرة كنت مسافرة انا وماما رايحين البلد ,وما فيش مواصلات نهائى وبعد عناء لقينا عربية بس ما فيش غير مكان واحد بس,وطبعا ما كانش ينفع غير انى اقعد على رجل ماما, وطول السكة مشفقة عليها وزعلانة ونفسى الأرض تنشق وتبلعنى وتريحها من حملها التقيل

وقاعدة كده على طرف رجلها ورافعة نفسى لفوق على اد ما اقدر عشان مااظلمهاش اكتر من كده, بس بردة مهما اعمل فانا قاعدة على رجلها وهى شايلانى وما ادراكم بمعنى ان حد يشيلنى , كان الله فى عونها.

صحيح صعب قوى ان مامتى تاخدنى على رجلها , بس على الأقل هى مامتى تستحملنى, امرها لله ,هتعمل ايه,بس الأصعب ان واحدة زميلتى هى الى تاخدنى على رجلها.بما اننا كنا عايشين فى الأرياف والمواصلات مش متوفرة قوى زى المدن, وكنت بروح المعهد الثانوى فى بلد غير بلدنا, كانت مجموعة عربيات بتعمل حسابها انها تكون موجودة وقت خروجنا من المعهد عشان تروحنا,

والبنت الى ما كانتش تلحق العربات دى كانت ممكن تفضل واقفة على الموقف ساعات لحد ما تلاقى عربية تروحها.

وفى يوم من ذات الأيام اتأخرت فى المعهد لسبب لا اذكره, المهم طلعت اروح وما كانش غير عربية واحدة هى الى فاضلة والبنات بتركب , ولما رحت اركب مالقيتش ولا خرم ابرة اقعد فيه, وماعادش بنات غيرى خالص , فكان لازم اركب فى العربية دى بأى طريقة.

قعدت اقول يافلانة قومى وانا اخدك على رجلى , تقول لأ, طيب قومى انت ياعلانة, برده لأ, طيب انت , طيب انت, كله لأ تعالى انت اقعدى على رجل واحدة فينا. ازاى بس يا جماعة انتم غاويين انتحار ولا ايه,برده مافيش فايدة.

طيب اعمل ايه دلوقتى انزل وافضل واقفة ساعة ولا اكتر على الموقف لوحدى لحد ما تيجى عربية, قلت ما بدهاش بقى , هما احرار , وهما الى عملوا فى نفسهم كده, انا اتحايلت عليهم , وكلهم عارفين انا تخينة اد ايه, وهما الى عرضوا انى اقعد على رجل واحدة فيهم, وتوكلت على الله ودخلت , واخترت زميلة ليا مليانة شوية عشان تقدر تستحمل, وقعدت برده على طرف رجلها ومسكت فى ظهر الكرسى الى قدامى ورفعت نفسى عنها على اد ما قدرت,لدرجة انى نزلت من العربية مش قادرة احرك رجلى من الضغط عليهم طول الطريق. وطول الطريق قاعدة افكر يا ترى انا وجعاها قوى ولا رفعى لنفسى ده مخفف عليها, ولا انا بحاول اخفف عنها فبضغط عليها اكتر,طيب هى بتقول عليا ايه دلوقتى , ما يمكن كانت بتعزم عزومة مراكبية عشان اتكسف وانزل من العربية , ده على اساس انى عارفة نفسى وصعب ان حد ياخدنى على رجله, المهم وصلنا البلد سالمين ولم يعلق احد على الموضوع, ولكنى اشعر بالذنب لحد دلوقتى.

 لأنى عارفة اد ايه انا تقيلة, وكل محاولاتى مع الرجيم فشلت , ونفسى احس ولو مرة انى خفيفة زى البنات, كنت بفكر كتير انى اركب لعبة من لعب الملاهى الى بتطلع لفوق قوى دى , وتحسسك انك طايرة فى الهوا.

بس كنت بخاف , مش من اللعبة نفسها, لا, من انى ادوخ وارجع والناس تشوفنى بالحالة دى, اصلى مش بستحمل اى حاجة بتلف ولا بتتهز وبدوخ على طول ومعدتى تقلب, فكنت بقول الطيب احسن.

والى كان مش مشجعنى كمان انى لما كنت بقول لجوزى تعالى اركب معايا ماكانش يرضى ابدا, ويقولى عايزة تروحى روحى لوحدك وانا هستناك, فكان بيهبط من عزيمتى واغير رأيى فى اخر لحظة.

ومرة قلت خلاص انا هركبها يعنى هركبها, معقولة اروح الملاهى كل المرات دى وتبقى اللعبة قدامى ونفسى اجربها وما اجربهاش,

وتوكلت على الله وركبت.

بس ياريتنى ما ركبت , ولا حسيت انى خفيفة ولا طايرة فى الهوا ولا اى حاجة من دى خالص, بالعكس حسيت ان تقيلة جدا وتقلى ده بيشدنى للأرض اكتر من الناس الرفيعين الى راكبين معايا وما استمتعتش باللعبة نهائى وقلت عمرى ما اعيدها تانى, بس بعدين قلت لو خسيت هركبها عشان اتأكد ان تقلى هو الى كان بيشدنى للأرض ولا الجاذبية لا تهتم بتخين ورفيع, ويمكن , يعنى يمكن احس مرة انى خفيفة وطايرة فى الهوا.

اكتر الأوقات الى كنت بتمنى انى اخس فيها وابقى خفيفة لما كنت اتفرج على الأفلام العربى القديمة واشوف العريس وهو شايل عروسته ليلة الدخلة, كنت بتمنى انى انا كمان عريسى يشيلنى كده ليلة الدخلة , واحس انى عروسة بجد , عروسة صغنونة وجميلة ورقيقة وخفيفة, وكنت متأكدة ان فرحتى مش هتكمل ليلة فرحى من غير ما عريسى يشيلنى كده, بس بعدين طردت الفكرة دى من دماغى نهائيا, ما هو انا مش مستغنية عن عريسى كده من أول لحظة.

وكبرت واتجوزت وطبعا زوجى ما شالنيش يوم الدخلة ولا اى يوم من السبع سنين وشوية الى اتجوزنى فيهم, وعنده حق , وانا ماكنتش اقدر افكر مجرد تفكير انه ممكن يشيلنى, بس لحد دلوقتى نفسى اخس ويشيلنى, ساعتها بس هعوض كل يوم حسيت فيه بالقهر والإكتئاب لأنى تخينة وتقيلة, وساعتها بس هحس انى خفيفة وطايرة فى الهوا من كتر السعادة.

...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر مشاهدة

التسميات

أرشيف المدونة الإلكترونية

الحقوق محفوظة © 2010 الجمال للمرأة العربية